Wazcam, تم النشر 2025/03/11 18:30
كيف نقول بارك ليلي شارون أو ممشى لوي بالعربية؟
سيكوي- أفق : غياب واضح للغة والثقافة العربية في الحدائق العامة في البلدات المختلطة
كشفت جمعية سيكوي-أفق في دراسة جديدة بعنوان "الحدائق البلدية كحيز مشترك في المدن المختلطة" عن غياب واضح للتمثيل العربي في الحدائق والمتنزهات العامة في البلدات المختلطة، مما يثير مشاعر الاغتراب والنفور لدى الزوار والسكان العرب.شملت الدراسة 17 متنزهًا في تسع مدن مختلطة (تل أبيب-يافا، حيفا، عكا، اللد، الرملة، نوف هجليل، معالوت ترشيحا، كرميئيل وبئر السبع)، وهدفت إلى تطوير حلول لتعزيز مساحات عامة آمنة وعادلة ومشتركة. ركز البحث على ثلاثة مكونات أساسية: التمثيل، النشاط، والإدارة.
في مجال التمثيل، حصل هذا العنصر على أدنى تصنيف من بين المكونات الثلاثة، حيث تبين أن الهوية العربية غائبة بشكل ملحوظ في جميع المدن التسع. أسماء الحدائق تعكس بشكل حصري المجموعة اليهودية، سواء في إحياء ذكرى الشخصيات العامة أو ذكر التاريخ أو استخدام اللغة العبرية فقط (مثل حديقة بيغن والهجاناه). كما أظهرت الدراسة أن الحدائق البلديّة في اللد، الرملة كرميئيل ومعالوت ترشيحا تفتقر تماماً إلى لافتات باللغة العربية، أي 4 من 9 مدن، بينما ظهرت نصف اللافتات فقط مترجمة للعربية في كل من حيفا ونوف هجليل الى جانب العبرية.
أما في مجال النشاط والفعاليات، أكدت الدراسة أن الحديقة العامة تحتاج لأن تكون مرافقها ومحتواها ولغة نشاطها مناسبة للمجتمعين العربي واليهودي لتزرع شعوراً بالانتماء والأمان لدى الجميع. بينت النتائج أن ثلاثاً فقط من أصل تسع بلدات تقيم أنشطة باللغة العربية.
في مجال إدارة الحديقة العامة، وجدت الدراسة قصوراً واضحاً، حيث تقتصر إدارة مساحات الحدائق عادة على الصيانة وإنشاء المرافق دون وجود خطة نشاط شاملة كما هو الحال في المباني العامة الأخرى. كما لوحظ غياب نظام للاستجابة للمكالمات باللغة العربية في مراكز الخدمة البلدية (106)، باستثناء مدينة اللد التي توفر استجابة بشرية باللغة العربية.
هذا وتؤكد الدراسة أن الإمكانية المتاحة أمام مجموعة الأقليّة في المديّنة لتأسيس حياة ثقافيّة هيّ قاعدةّ أساسيّة لازدهار هذه المجتمعات في المدينة- ولازدهار المدينة كلّها لاحقًا. عندّ إتاحة الحيّز لثقافة مجموعة الأقليّة واعتبار حضورها في الحيّز أمرًا طبيعيًا وبديّهيًا، تُتاح الفرصة لمجموعة الأغلبيّة للتعرّف إليها، مما يسهم في تهيئة أرض خصبة لإنشاء مجتمع مشترك.
وعليه تقترح الدراسة عدة توصيات لتحويل الحدائق العامة إلى حيز مشترك حقيقي، أبرزها:
دعم سياسة تقضي بنصب لافتات ثنائيّة اللغة وإتاحة لغويّة لمصادر المعلومات والخدمات للعربيّة؛ بلورة وسنّ قانون مساعِد بلديّ ومنشور مدير عام يحدّدان سياسة موحّدة لإتاحة جميع مصادر المعلومات والخدمات المشتقة من السيرورات البلديّة للغة العربيّة، ومن ضمن ذلك اللافتات، التوجيه، الأنشطة، الإعلان عن خطط تطوير، الردّ في المراكز البلديّة.
وضع معيار لا يقل عن %20 من الأنشطة الثقافيّة والفنيّة في الحيّز العام بالعربيّة وتخصيص ميزانية لفنانين ومبدعين عرب.
وتؤكد ياعيل فيدرمان، مركزة المشروع والبحث، أن "الحدائق العامة بصيغتها الحالية تُشعر المواطنين العرب بأنهم مجرد ضيوف، مما يخلق حواجز غير مرئية تؤدي إلى تفاعل غير متكافئ بين المجموعتين. وتزداد هذه المشكلة حدة في ظل النقص الحاد في المساحات المفتوحة بالأحياء العربية".
وتضيف فيدرمان: "رغم أن الحدائق العامة تمثل مساحات ترفيهية مفتوحة ومجانية ومتاحة لجميع السكان، وتشكل نقاط التقاء طبيعية بين اليهود والعرب في المدن المختلطة، إلا أن معظم البلديات لا تهتم بتمثيل اللغة أو الثقافة العربية فيها. علماً أن تعزيز الشعور بالارتباط والانتماء للحيز العام من شأنه المساهمة في كسر القوالب النمطية، وتعزيز شعور أبناء المجتمعين بالانتماء والأمان".
وتختتم: "لذلك، ندعو البلديات إلى تبني نهج شامل في تخطيط وإدارة الحيز العام، بحيث يكون جاذباً ومُراعياً لجميع الثقافات واللغات على قدم المساواة، وذلك بهدف تشجيع التعارف وبناء جسور التواصل بين المجتمعين، تأسيساً لمجتمع مشترك وعلاقات قائمة على المساواة والاحترام المتبادل"